کد مطلب:263345 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:294

قال أحمد بن عبیدالله بن خاقان
ما رأیت و لا عرفت ب )سر من رأی( رجلاً من العلویة مثل الحسن بن علی بن محمد بن علی الرضا فی هدیه و سكونه و عفافه و نبله، و كبرته عند أهل بیته و بنی هاشم كافة، و تقدیمهم ایاه علی ذوی السن



[ صفحه 305]



منهم و الخطر، و كذلك كانت حاله عند القواد و الوزراء و عامة الناس. فأذكر أنی كنت یوماً قائماً علی رأس أبی - و هو یوم مجلسه للناس - اذ دخل حجابه فقالوا: أبومحمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال: ائذنوا له.

فتعجبت مما سمعت منهم، و من جسارتهم أن یكنوا رجلاً بحضرة أبی، و لم یكن یكنی عنده الا خلیفة، أو ولی عهد، أو من أمر السلطان أن یكنی، فدخل رجل أسمر حسن القامة، جمیل الوجه، جید البدن، حدیث السن، له جلالة و هیبة حسنة.

فلما نظر الیه أبی قام فمشی الیه خطی، و لا أعلمه فعل هذا بأحد من بنی هاشم و القواد، فلما دنا منه عانقه و قبل وجهه و صدره، و أخذ بیده و أجلسه علی مصلاه الذی كان علیه، و جلس الی جنبه مقبلاً علیه بوجهه، و جعل یكلمه و یفدیه بنفسه، و أنا متعجب مما أری منه، فلم تكن لی همة بعد ذلك الا السؤال عن خبره، و البحث عن أمره، فما سألت أحداً من بنی هاشم و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء و سائر الناس، الا وجدته عندهم فی غایة الاجلال و الاعظام، و المحل الرفیع، و القول الجمیل، و التقدیم له علی جمیع أهل بیته و مشایخه، فعظم قدره عندی، و لم أر له ولیاً و لا عدواً الا و هو یحسن القول فیه، و الثناء علیه [1] .


[1] الارشاد 365. أصول الكافي 1 / 504.